جددت شركة “كوين بيس غلوبال” دعوتها للهيئات التنظيمية المصرفية الأميركية لتقديم إرشادات أكثر وضوحًا أو إعادة النظر في موقفها تجاه البنوك التي تقدم خدمات العملات الرقمية، وكذلك الشراكات المحتملة مع الشركات في مجال الأصول الرقمية. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود أوسع تبذلها الصناعة للضغط على المشرعين من أجل وضع إطار تنظيمي يعزز نمو هذا القطاع. تجنبت العديد من البنوك الأمريكية التقليدية التعامل مع شركات الأصول الرقمية، مستشهدة بعدم وضوح القوانين التنظيمية.
وفي هذا الصدد، صرّح فاريار شيرزاد، كبير مسؤولي السياسات في “كوين بيس”، عبر منصة التواصل الاجتماعي X، قائلًا: “على مدى السنوات القليلة الماضية، منعت الهيئات التنظيمية المصرفية الأميركية البنوك بشكل أحادي وغير ديمقراطي من تقديم خدمات الكريبتو”.
ساهمت الشركات العاملة في هذا القطاع بملايين الدولارات لدعم حملة دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، في خطوة تهدف إلى إعطاء الأولوية لتنظيم العملات الرقمية في الإدارة الجديدة، بعد سنوات من الإجراءات التي وصفتها الشركات بالتجاوز التنظيمي المفرط.
كما أرسل “شيرزاد” خطابًا إلى الجهات التنظيمية المصرفية الأميركية، بما في ذلك مكتب مراقب العملة (OCC)، وبنك الاحتياطي الفيدرالي، ومؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية (FDIC)، يحثّهم فيه على السماح للبنوك بتقديم خدمات مرتبطة بقطاع الكريبتو. ورفض مكتب مراقب العملة التعليق، فيما لم يرد بنك الاحتياطي الفيدرالي ومؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية على الفور على طلبات رويترز للحصول على تصريحات.
هذا واتهمت شركات الكريبتو الهيئات التنظيمية المصرفية الأميركية بفرض قيود متعمدة تحدّ من وصولها إلى النظام المالي التقليدي، بينما نفت الجهات التنظيمية هذه الادعاءات. وفي الشهر الماضي، أنشأت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية فريق عمل جديدًا لوضع إطار تنظيمي للأصول الرقمية، في خطوة قد تمهد لتغييرات قادمة.
من جانبه، عيّن ترامب، الذي تعهّد بأن يكون “رئيس العملات الرقمية”، المدير التنفيذي السابق لشركة “باي بال”، “ديفيد ساكس” في منصب “قيصر الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية في البيت الأبيض. ومن المتوقع أن تعيد الإدارة الجديدة تشكيل السياسة الأميركية بشأن العملات الرقمية، رغم أن القطاع المصرفي الأمريكي لا يزال متحفظًا تجاه العملات الرقمية حتى الآن.
