سلط ملتقى مفكرو الإمارات الضوء على الدور المحوري لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 في دفع عجلة التنمية المستدامة، وذلك من خلال مناقشة سبل توظيف الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة القطاعات الحيوية مثل النقل والطاقة. كما أكد المشاركون على أهمية بناء كوادر وطنية قادرة على قيادة التحول الرقمي، ووضع سياسات حاكمة تضمن الاستخدام الأخلاقي والمستدام لهذه التقنيات.
خلال مشاركته في الملتقى، أشار سعادة وزير الطاقة والبنية التحتية إلى أن الذكاء الاصطناعي بات يشكل ركيزة أساسية في تطوير قطاع النقل، وأن التطبيقات الحالية ليست سوى بداية لما هو قادم. وتوقع الوزير أن تشهد السنوات الخمس المقبلة تطورات نوعية في مجال النقل بفضل التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي، والذي سيتم دعمه بإنشاء مراكز بيانات متطورة. كما أكد الوزير أن الذكاء الاصطناعي يساهم بشكل فعال في إدارة الحركة المرورية وتقليل الازدحام، وذلك من خلال تحليل البيانات التي يتم جمعها من الكاميرات وأجهزة الاستشعار المنتشرة في الطرق. وتطرق الوزير إلى المستقبل الواعد للذكاء الاصطناعي في قطاع النقل، حيث سيشهد هذا القطاع تطورات ثورية مثل ظهور السيارات ذاتية القيادة والقطارات الذكية، مما سيؤدي إلى تحول جذري في تجربة المستخدمين.
هذا وأكد معالي الوزير على أهمية وضع الأطر التنظيمية المناسبة لقطاع النقل الذكي، مشيراً إلى أن الإمارات تسعى لتكون في طليعة الدول التي تعتمد على التقنيات المتقدمة في مجال النقل، حيث بدأت بالفعل في تجربة السيارات ذاتية القيادة. وأوضح أن الإمارات تحتل مكانة رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك بفضل الاستثمارات الضخمة في هذا المجال والشراكات الاستراتيجية مع كبرى الشركات المتخصصة. وأشار الدكتور سعيد الظاهري إلى ضرورة تحقيق التوازن بين الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي وبين ضمان استخدامها بشكل مسؤول وأخلاقي، مؤكداً على أهمية وضع إطار عمل شامل يحكم استخدام هذه التقنيات في مختلف المجالات.
بدوره، أشار الدكتور فادي العلول إلى أن التطور المتسارع في مجال التكنولوجيا يفرض على الجامعات تحدي تحديث المناهج الدراسية باستمرار لتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لسوق العمل المستقبلي. وأكد على أهمية التركيز على تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداع، بالإضافة إلى المهارات التقنية مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وذلك لتمكين الخريجين من المساهمة في بناء اقتصاد المعرفة.
